المشاركات

عرض المشاركات من 2020

الغابة النّرويجيّة..

قضيت ثمانية ساعات متواصلة في قراءة هذا الكتاب بكل نهم ولهفة، لم أتمكن من وضعه جانبًا.. تعتريني الكثير من المشاعر المُختلطة، أكثرها الحُزن!  وأعمقها استشعار ألم الواقع من جديد وكم ضعيفة هي النفس البشرية رغم كل شيء امتلئت بالتّساؤلات، بحجم إدراكي أنّها ستظل بلا أجوبة.. أؤمن بأن بعض الكتّاب مثل هاروكي موراكامي قادرون على عجن أحاسيسك وتشكيلها من جديد  وهذا ما حدث باختصار شديد لي.. وهنا اخترت بعض من الاقتباسات الجميلة، الحزينة والعميقة: " الذاكرة شيء مُضحك، حين كنت في غمرة المشهد لم أعره اهتمامًا يُذكر. لم أقف للتفكير به وكأنه من شأنه أن يترك انطباعًا يبقى، وبالتأكيد لم أتخيل أبدًا أنني سأستعيده بكل تفاصيله بعد ثماني عشرة سنة. " " لهذا أكتب هذا الكتاب، لكي أفكر. لكي أفهم. يجب أن أكتب الأشياء لكي أحس بأنني ألم بها تمامًا " " قالت وهي تزيد من شدة قبضتها على يدي وتمشي في صمت: إنني أعرف ذلك فقط، أعرف هذه الأشياء. وأنا مصيبة تمامًا. أشياء لا علاقة لها بِالمنطق. أشعرها في داخلي وحسب. مثلًا، حين أكون قربك كما أنا الآن، لن يخالجني شعور بالخوف أبدًا. لن يساورني شيء مظلم أو ش...

رثاء طفولة..

1426 -  هـ .. كأي طفلة بِعمر التّاسعة، أحبّت الحياة بكل مافيها .. لم ترى في الحياة أي بأس، كانت تبكي فقط إن لم تحصل على ما تُريد، فقد دلّلها أباها كثيرًا .. كانت في التّاسعة من العمر حين جبرتها الحياة على الفُقد .. كانت أصغر من أن تحمل هذا الكمّ الهائل والعميق من الحُزن والوحدة .. علّمتها تلك السنة أن ذلك الرجل القوي الذي دلّلها ووهبها من الحُب الكثير، يضعف، وقد يرحل في غمضة عين دون حولٍ منه . تدهورت الحياة في عدّة ليالٍ فقط! ما عادت هي، اختلفت حتى والدتها .. فجأة دون مقدّمات باتت تلك الطّفلة تحمل مسؤولية نفسها وأخيها الأصغر، فابتلعت كل أحزانها، احتملت تلك النظرات من الغرباء والأقربين بالتحديد .. فذهاب والدها لم يكن عاديّ .. كان مهوّلا كانت صغيرة جدًا على رحيل أبيها كانت صغيرة لتدرك عجز والدها لكن كبيرة على البكاء والحزن .. اعتراها الصّمت من كل جانب تقوقعت حول ذاتها .. ياه ! كم قست تلك الطفلة على نفسها كم كانت وحيدة .. فلم يخبرها أحد بأن كل شيء سيكون على ما يُرام ! على النّقيض تمامًا كل من حولها ردّد: انتهت الحياة ! شعرت وكأنها تحلم، فكل صديقاتها كنّ يحظين بحياة طبيعيّة كل شيء بات ...

تأمُّل..

صورة
١/أغسطس/٢٠٢٠.. ٧:٣٨ ص.. أمام البحر أتذكر السنوات الماضية من عُمري.. في كل مرة كُنت أمام البحر وعُمقه المُخيف والغامِض، وجدت بأن أمنياتي كانت تختلف.. مرّة وددت شيء من الله فطلبته، ومرّة أحمد الله على أن وهبني إيّاه.. مرّة أردد يا الله انزع منّي ما طلبت، ومرّات كثيرة؛ بكيْت بكل ما فيّ! أجدني تارة أخاف منه ويُصيبني دوار البحر، وتارةً اتأمّله، وأتمنى أن أغوص في أعماقه، وأدرك كل ما فيه.. ها أنا اليوم مُجدّدًا.. أمام البحر بِأمنية مُختلفة، وبقلب خاشِع أدعُ الله أن يُنجيني من مخاوفي، ويهبني شجاعة التخلّي، ويقي فؤادي وروحي عظيم خيْبة الكسر اللّازمة لكل تجربة مريرة، وصعوبة الانسلاخ من كل أذىً اعتراني وجعلني قليلة أحقيّة في عيْن نفسي.. فقد تقلّبت مشاعري كالبحر وبتّ أمشي حافية القدمين، اتأمّل علو السحاب، والمدى العميق من البحر، وأغمض عيْناي مُردّدة يا الله، يا الله هبني من عندك طمأنينة، هبني من لدُنك رحمة تشفي آلامي المُخبَّأة وتجبُرني.. كغيري من البشر، أخشى الندم المُتأصّل من الرّحيل.. في حين أن اختلافي عنهم زرع بي الطمأنينة وأن الندم والحزن ماهما إلا الوجه الثاني لِعُملة حُب الحياة وإدراك الذ...