المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, 2020

رثاء طفولة..

1426 -  هـ .. كأي طفلة بِعمر التّاسعة، أحبّت الحياة بكل مافيها .. لم ترى في الحياة أي بأس، كانت تبكي فقط إن لم تحصل على ما تُريد، فقد دلّلها أباها كثيرًا .. كانت في التّاسعة من العمر حين جبرتها الحياة على الفُقد .. كانت أصغر من أن تحمل هذا الكمّ الهائل والعميق من الحُزن والوحدة .. علّمتها تلك السنة أن ذلك الرجل القوي الذي دلّلها ووهبها من الحُب الكثير، يضعف، وقد يرحل في غمضة عين دون حولٍ منه . تدهورت الحياة في عدّة ليالٍ فقط! ما عادت هي، اختلفت حتى والدتها .. فجأة دون مقدّمات باتت تلك الطّفلة تحمل مسؤولية نفسها وأخيها الأصغر، فابتلعت كل أحزانها، احتملت تلك النظرات من الغرباء والأقربين بالتحديد .. فذهاب والدها لم يكن عاديّ .. كان مهوّلا كانت صغيرة جدًا على رحيل أبيها كانت صغيرة لتدرك عجز والدها لكن كبيرة على البكاء والحزن .. اعتراها الصّمت من كل جانب تقوقعت حول ذاتها .. ياه ! كم قست تلك الطفلة على نفسها كم كانت وحيدة .. فلم يخبرها أحد بأن كل شيء سيكون على ما يُرام ! على النّقيض تمامًا كل من حولها ردّد: انتهت الحياة ! شعرت وكأنها تحلم، فكل صديقاتها كنّ يحظين بحياة طبيعيّة كل شيء بات ...